الجمعية الشبانية لحاملي الشهادات الجامعية تقدم شكرها لمسقم خالد من واد التاغية ولاية معسكر وتدعوه لزيارتها بولاية النعامة

الحـــــرقة --رؤية شرعية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحرقة............. رؤيــــــــــــــــــة شـــرعــــيـــة.
الحمد لله رب العالمين, و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين, نبينا محمد و آله الطيبين, و صحابته الغر الميامين, و من سار على نهجهم إلى يوم الدين أما بعد :
إخوتي في الله لقد شاع في عصرنا هذا من البلايا و الفتن ما الله به عليم ,و ما ظهرت فتنة إلا و كانت لها مفاسد و شبهات أفسدت على الكثيرين دينهم و غرت آخرين فزاغوا عن سبيل ربهم, و من أكثر هذه الظواهر إنتشارا في هذه الأيام و الأكثر جلبا للمفاسد و المهالك فتنة الهجـــرة إلى بلاد الكفار و التي أصبحت تسمى بغير إسمها فتداولها الشباب بينهم و سموها بـ ( الحـــــرقة ) , ألا ترى أخي أن إسمها دال عليها , فما تشير إليه الأرقام و الإحصاءات في جزائرنا الحبيبة تنبئ بالخطر الجسيم الذي يحدق بشبابنا الذين يركبون قوارب الموت و يخاطرون بحياتهم من أجل أمان زائغات و أحلام تائهات, و يجهلون أنهم واقعون في المحظور.
فمسألة هجرة الشباب إلى الخارج و الإقامة في بلاد الكفار من المسائل التي جهل حكمها الكثير من شباب المسلمين,فابتلي بها من لا حصر لهم,لذلك رأيت أنه من واجبي أن أكتب هذه المقالة إظهارا للحق و نصيحة لشباب الجزائر, و ذلك بعرض الظاهرة على الأحكام الشرعية المستمدة من فتاوى أهل العلم و المعتمدة على كتاب الله عز و جل و أقوال رسوله عليه الصلاة و السلام.
حـــــكم الهـــجــــرة إلى بلاد الكفار و الإقامة بها (الحــرقة) :
- جاء في الفتوى رقم 2393 للجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة العلامة ابن باز رحمه الله : أن الأصل في الإقامة في بلاد الكفار المــــنــــع و التــحريم و من الأدلة المذكورة لهذا الحكم :< إجماع المسلمين على و جوب الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام مع الإستطاعة > إ.ف.
- قال العلامة الألباني رحمه الله في الشريط رقم 730 من سلسلة الهدى و النور:(و إذا كان هذا حكم الكفار الذين أسلموا في بلاد الكفر أنه عليهم أن يهاجروا أي إلى بلاد الإسلام, فمن باب أولى أنه يجب على المسلمين الذين هاجروا من بلاد الإسلام - و أستغفر الله من قول "هاجروا"- الصواب أن أقول المسلمين الذين سافروا من بلادهم إلى بلاد الكفر أن يعودوا إلى بلدهم المسلم.) إنتهى كلامه رحمه الله.
*فما بال شبابنا يهاجرون من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر و العياذ بالله.
ومن الأدلة التي جاءت بها السنة المطهرة حديث عظيم من أحاديث المصطفى عليه السلام, كلما قرأته يكاد يغشى علي من هول ما فيه و يزداد أسفي و حزني على من عزم الهجرة إلى بلاد الكفار ,فعن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: << أنا بــــريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله و لم ؟ قال لا ترايا ناراهما .>> صححه العلامة الألباني.
لا ترايا ناراهما أي لا يجب على المسلم أن يقيم في مكان قريب من الكافربحيث إذا أشعل هذا الأخير نارا في بيته قد يراها المسلم و هذه كناية عن مباعدة الكفارو مفارقتهم.
بالله عليكم تمعنوا في هذا الحديث وما فيه من الوعيد الشديد,إنها براءة من الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام, وأي قلب مسلم مؤمن يرضى أن يحصل على براءة من الرسول عليه الصلاة و السلام و مقابل ماذا؟ مقابل ثمن بخس دراهم معدودات..نسأل الله السلامة.
ومن الأدلة أيضا:
عن جرير رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم و هو يبايع فقلت: يا رسول الله أبسط يدك حتى أبايعك و اشترط علي فأنت أعلم, قال : << أبايعك على أن تعبد الله,وتقيم الصلاة و تؤتي الزكاة,و تناصح المؤمن, و تفارق المشرك.>>صحيح, رواه النسائي.
و قال عليه الصلاة و السلام :<< لا يقبل الله عز و جل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين.>> حسن الإسناد,رواه النسائي و ابن ماجة.
و عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : << لا تساكنوا المشركين و لا تجامعوهم, فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم.>> حديث حسن.
فتمعن أخي -بارك الله في عقلك- في هذه الأحاديث فظاهرها و معناها جلي وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار,لا تحتاج إلى تأويل و لا تكييف و ماهي إلا أدلة قاطعة البيان عن خطر الهجرة إلى بلاد الكفار و الإقامة عند أعداء الله.
و ما حرم الله عز و جل على لسان رسوله عليه الصلاة و السلام أمرا إلا لما فيه من المفاسد و المهالك, والله أعلم بمصلحة عبده.و حقا فالهجرة إلى بلاد الكفار فيها من المفاسد الكم الهائل سنعرضها فيما يلي.
مـــفاسد الهجرة إلى بلاد الــكــفار:
1- خطر الكفرو الردة الصريحة : وهو جرم عظيم خاصة مع ضعف عقيدة الكثير من الشباب و جهلهم الذي يقودهم إلى التخلي عن دينهم إذا ما هاجروا ليتحرروا و يصلوا إلى الشهوات الملبدة في بلاد الكفار,فقد قال أهل العلم أن أكثر الناس اليوم إنما يتمسكون بالإسلام تقليدا أو عصبية فقط و بالتالي يكون تخليهم عنه أمرا هينا و العياذ بالله.
2- خطر التجنس بجنسية الكفار: فكثير من الشباب يسعى اليوم للحصول على جنسية البلد الكافر الذي يقيم فيه ليحصل على الإمتيازات المغرية بزعمه,وهذا أمر خطير جدا. فلقد أفتى العلامة ابن باديس رحمه الله أن التجنس بجنسية الكفار ردة صريحة و خروج عن الإسلام , و قال علماء آخرون أنه محرم و كبيرة من الكبائر.
3- محبة الكفار و موالاتهم : يقول عز و جل : {{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين. }} المائدة 51.
و كما سبق و أن قلنا في مقالات سابقة أن مبدأ الولاء و البراء من لوازم التوحيد, فاعلم رحمك الله أن العيش مع الكفار و ملازمتهم له تأثير قد ينتج عنه محبتهم و في هذا الأمر فساد عظيم للعقيدة,لأن في ذلك موالاة للكفار قد تؤدي للكفر و قد تكون كفرا إذا كانت موالاة دون المؤمنين أو نصرة لهم على المؤمنين.
4- ذهاب عزة المسلم : قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .)) المائدة 45.
هذه الآية تدل على عزة المسلم ,و رفعة شأنه وما نراه من شباب هذه الأمة الذين باعوا الغالي و النفيس من أجل الإقامة في بلد كافر أن الحال يصل بهم إلى الذل و الصغار عند الكفار بحكم قوانينهم,فتجد من يمد يده و ينتظر إحسان الكافر و يلتقط فضلاته نسأل الله العزة...و في هذا الباب قصة رائعة من التاريخ ,عن الأمير ابن عباد الأندلسي حين أراد أن يستعين بابن تاشفين المغربي,فحذره بعض وزرائه منه و قالوا أنه إذا ما انتصر على الإسبان أخذ ملكك و اسبعدك,فرد عليه ابن عباد في عزة و قال : {رعـــي الإبل أحب إلي من رعي الخـــنازيــر.}, فقبل بظلم المسلمين و الذل لهم دون الإستسلام للكفار لعنهم الله.
فأين نجد رجلا كابن عباد في زماننا, فوا أسفاه على الشباب اليوم.
5- خطر الزواج بالكافرات : و هذا الأمر وقع فيه من لا حصر لهم من شباب الأمة,فمعظم الشباب لا يستطيع الإقامة في بلاد الكفار إلا إذا تزوج من كافرة,و هذا و الله لأمر خطير يجعل الرجل عبدا لزوجته,فيكون بذلك للكفر أقرب.
هذه المفاسد إخوة الإيمان لمن سافر إلى بلاد الكفار بطريقة عادية, و هناك مفاسد زائدة عن ما ذكرنا لمن يسافر بطرق غير شرعية أو كما يسمون في بلادنا بــ " الحــــراقــة " فهناك مفسدتين عظيمتين يقع فيها من ابتلي بهذا البلاء و هما:
*خطر الهلاك و الموت : فكثير من الشباب- هدانا الله و إياهم- يغامرون بأنفسهم و يلقون بأرواحهم إلى التهلكة, فكم سمعنا عن شباب تاهوا في عرض البحر دون أكل و شرب و عرضوا أنفسهم لخطر الموت, أليس في هذا إهلاك للنفس البشرية التي أكرمها الله و حرم إراقتها إلا بحق, ألم يقل الله عز و جل :(( و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.)) و الله إني لأرى أن هذه الظاهرة أشبه بالإنتحار,فكم سمعنا عن شباب كثر ماتوا غرقا في البحر ,وجلهم يعلم أن مصيره سيكون كذلك.
* مخالفة ولي الأمر: كما هو معلوم فإن" الحرقة" ممنوعة قانونا في بلادنا ولا تسمح بها الدولة و تعاقب عليها,إلاأن كثيرا من الشباب يخالفون هذا الأمر و يخرجون عن نطاق القانون و يهاجرون بدون رخصة و لا جوازات و هذه مخالفة نهى عنها الشرع.
- هذه بعض المفاسد التي تنجر عن الهجرة إلى بلاد الكفار و الإقامة بها ,وإن كانت أكثر مما عددنا,فانظروا -بارك الله فيكم - إلى عظم هذه المفاسد وإضرارها بالدين و الأخلاق و العقيدة و لأجل ماذا؟ لأجل أوهام و أمان يعيش عليها شبابنا فيزعمون أن الجـــنة في بلاد الكفار و أن الرزق و العمل لا يكون إلا عند أعداء الله, فخاب و خسر من توهم ذلك ,ألم ينهانا الله عز و جل عن تمني ما عند الكفار لأنه فتنة لهم ونعيم مؤجل قال تعالى :(( فلا تعجبك أموالهم و لا أولادكم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الدنيا و تزهق أنفسهم و هم كافرون.)) التوبة 55.
والله الذي يرزقك هنا هوسبحانه الذي يرزقك هناك,فالعبد مخير بين رزق طيب عزيز من ملك عزيز,على رزق بخس خبيث.
و لو تمعن هذا المغرور ببلاد الكفار قليلا لوجد الفقر عندهم موجود و كذا البطالة, و أن الله يرزق أهل بلاد الإسلام كما يرزق أهل بلاد الكفر.
قال عليه الصلاة و السلام :<< أيها الناس إتقوا الله و أجملوا في الطلب, فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها و إن أبطأ عنها.>> رواه ابن ماجة.
و للإيضاح و البيان نقـــول : أجمع أهل العلم أن هناك حالات خاصـــة للضرورة يجوز فيها للعبد المسلم الهجرة إلى بلاد الكفار و الإقامة بها سنعرضها كما بينها أهل العلم.
الحالات التي يجوز فيها للعبد المسلم الهجرة إلى بلاد الكفار:
1-أن يقيم للدعوة إلى الإسلام و الترغيب فيه ,وهي من واجبات الدين لكنها فرض كفاية لمن قدر عليها.
2-أن يقيم لدراسة أحوال الكفار و التعرف على ما هم عليه من فساد للعقيدة و بطلان للتعبد و انحلال للأخلاق و فوضوية في السلوك ليحذر الناس من الإغترار بهم.
3-أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة و تنظيم علاقاتها مع دول الكفر, كموظفي السفارات.
4-أن يقيم لحاجة خاصة و مباحة كالتجارة و العلاج فتباح الإقامة بقدر الحاجة.
5-أن يقيم لدراسة علم ليس عند المسلمين ,وهي إقامة لحاجة لكنها أخطر نوعا ما,لأن الطالب قد يتأثر بأساتذته من الكفار فيحصل لديه نوع من تعظيمهم و الإقتناع بآرائهم و أفكارهم و سلوكهم ,فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته و هم قليل كما قال أهل العلم.
هذه الحالات التي أجاز فيها العلماء للعبد المسلم الهجرة إلى بلاد الكفار لــــكن بشروط لا بد من توفرها وإلا أصبح حكمها المنع و التحريم.
و هناك نوعين من الشروط,شروط للسفر و شروط للإقامة.
**1-شروط السفر إلى بلاد الكفار:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات
الشرط الثالث: أن يكون بحاجة لذلك.
فإذا تخلف شرط من هذه الشروط أصبح السفر محرما.
**2-شروط الإقامـــة في بلاد الكفار:
الشرط الأول: أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم و الإيمان و قوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه, وأن يكون مضمرا لعداوة الكفار مبغضا لهم,مبتعدا عن موالاتهم و محبتهم.
الشرط الثاني: أن يتمكن المقيم من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع, فلا يمنعه شيء عن إقامة الصلوات والجمعة و الجماعات,ولا يمنع من الزكاة و الصوم و الحج و غيرها من شعائر الإسلام..
و إذا لم يتحقق شرط من هذين الشرطين أصبح حكم الإقامة المنع و التحريم.
و في الأخير هذه نصيحة إلى شباب الجزائر:
أقول لكل أخ مسلم إغتر بفكرة الهجرة إلى بلاد الكفار و الإقامة بها أن يعدل عن فكرته,وأن يتقي الله في نفسه و دينه و عقيدته و أهله,و ليحذر من براءة النبي عليه الصلاة و السلام منه لأجل ثمن بخس,و ليتمعن في الأدلة المذكورة و ليراجع نفسه, وليسأل من سبقه في الهجرة فسيجد جوابا مرا عن حال إخواننا في المهجر و ما يتجرعونه من غصص العيش,و غلبة القهر و الهوان نسأل الله العافية, وليعلم أن الخير في طاعة الله و رسوله الذي أمرنا بمفارقة الكفار, وليجتهد في طلب الرزق من الله ولا يستعجل.
أسأل الله الذي لا إلــــــــه إلا هو أن يهدي شباب أمتنا و أن يعيدهم إلى الصراط السوي, صراط النبي و آله و صحبه و من سلف من أتباعه, وأسأله جل و علا أن ينفع بهذه المقالة إخوانا لنا نشفق عليهم و نخشى عليهم من الفساد كما نخشى على أنفسنا, و أسأل الله أن يبارك لنا في جـــــــــــــــزائــــــرنــــــــا....آمين.
رحم الله شاعرا قال فأجاد :
العــيـش ساعات تمر ** و خــطــوب أيـــام تـكر
اقنع بـــعيشك ترضه ** و اترك هواك تعيش حر
فــلـرب حـتـف ساقـه ** ذهـب و يـاقــــوت و در
--------------------------------------------
ارفه ببال فتى أمسى على ثـقة ** إن الذي قسم الأرزاق يرزقـه
فالعرض منه مصون لا يدنسه ** و الوجه منه جديد ليس يخلفه
إن القناعة من يحال بسا حتـها ** لم يـلـق في دهـره شيئا يؤرقه
-------------------------------------------
حـتـى مـتى أنا في حـل و ترحال ** وطــول ســعـــي وإدبـــار و إقــبــــال
ونـازح الــدار لا أنـفـك مغـتـربـا ** عـن الأحـبـة لا يـدرون مـا حــالــــــي
بمشرق الأرض طورا ثم مغربها ** لا يخطر الموت من حرصي على بالي
و لو قنعت أتاني الرزق في دعـة ** إن الــقــنـوع الـغـنـى لا كـثـرة الــمـال
------------------------------------------
يا من تمتع بالدنيــا و زينـتتها ** ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما ليس تدركـه ** تـقـــول لله ماذا حين تلقاه
-------------------------------------------
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..و صلي اللهم وسلم على نبينا محمد وآله و صحبه أجمعين.
أخوكم في الله خالد مسقم...22 من ربيع الأول المبارك 1429 للهجرة.

<<<<<<أرشيف المقالات لمسقم خالد السابقة>>>>>>
تجدوها في الأسفل

الصارم المسلول على شتائم الرسول

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد,الفرد الصمد,الأزلي القديم الذي لم يزل موجودا بصفات الكمال و لا يزال دائما مستمرا باقيا سرمدا بلا انقضاء و لا انفصال ولا زوال, يعلم دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء و هو العلي الكبير المتعال.له الحمد سبحانه فقد أغنانا برسوله محمد صلى الله عليه و سلم عن كل الخلق، و صلي اللهم و سلم و بارك أزكى صلاة و تسليم و أعلى تشريف و تكريم على المصطفى من خلاصة العرب العرباء من الصميم، ورضي الله عن جميع آل بيته و أصحابه الغر الكرام السادة النجباء و على من سار على نهجهم إلى يوم الدين و بــــــــــــعــــــــــــد إخوتي في الله :
لقد هالني و آسفني وكاد قلبي ينفطر لما سمعت أن أعداء الله قد طعنوا في خير خلقه - محــــمد صلــى الله عليه و سلم -النبي العظيم ، و الرسول الأمين، سيد الأولين و الآخرين و أشرف خلق الله أجمعين، الرحمة المهداة و البركة المسجاة، خاتم الأنبياء و صاحب الحوض الأكبر الرواء، و صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة ، حامل اللواء الذي يبعثه الله المقام المحمود الذي يرغب إليه الخلق حتى الخليل إبراهيم عليه السلام....
و لا أشك أن الأمر قد هال كل مسلم و مسلمة شهدوا لله بالوحدانية و لرسوله بالنبوة، فأخذتني الغيرة و الأنفة على الحبيب المصطفى و لم أجد لذلك بدا إلا بكتابة هذه المقالة المتواضعة علها تشفي غليلي و غليل الكثير من إخواني، علنا نكون قد نصرنا الحبيب المصطفى و إن كان نصره أجل و أسمى من أن نكتب مقالة متواضعة مثل هذه، و قد سميتها '' الــصارم المــسلول علــى شـــاتم الرسول....عليه الصلاة و السلام ".
أولا سنستعرض بيانا في حكم من تعرض للنبي صلى الله عليه و سلم بسب أو شتم أو نقص :
قال الإمام المحقق القاضي عياض بن موسى في هذا الباب :
{ إعلم -و فقنا الله و إياك- أن جميع من سب النبي صلى الله عليه و سلم، أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أوشبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه و العيب له، فهو ســاب له و الحكم فيه حكم الساب، يقتل كما نبينه و لا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد، و لا نمتري فيه تصريحا و لا تلويحا، و كذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام و هجر من القول و زور أو عيره بشيء مما جرى من البلاء و المحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة و المعهودة لديه ، وهذا كله إجماع من العلماء و أئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هـــلم جـــرا} إنتهى كلامه رحمه الله..
بعدما قرأت أخي هذا البيان يظهر لك جليا رفع قدر المصطفى و سموه على الخلق و علو شأنه صلى الله عليه و سلم.و ما قام به ذلك الخسيس النذل الحقير الدنماركي و غيره من حفدة القردة و الخنازير لعنهم الله و قبحهم،لا يضر بالمصطفى و لا بأصغر من الذرة بألف ألف مرة، فهو سيده و سيد أسياده رغم أنف من أنجبه.
- قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (( إن شـــانئك هو الأبــتــــر.)) أي إن مبغضك - يا محمد - و مبغض ما جئت به من الهدى و الحق و البرهان الساطع و النور المبين، هو الأبــــتر ، الأقـــل ،الأذل المنقطع ذكره.قال الداوودي : كل شـــانــئ لرسول الله صلى الله عليه و سلم فهو أبتر ليس له يوم القيامة شفيع و لا حميم يطاع .أما محمد صلى الله عليه و سلم فهو الكامل حقا الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق من رفع الذكر و كثرة الأنصار و الأتباع صلى الله عليه و سلم.قال تعالى :(( إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذابا مهينا.)) الأحزاب 57 .وقال تعالى : (( و الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم .)) التوبة .61
** إخوتي في الله أريد أن أزف بشرى لكل من أحب المختار، مستوحاة من نهج الصحابة الكرام، و هي أنهم كانوا إذا أغاروا على بلد كافر و سمعوا أهله يسبون النبي عليه الصلاة و السلام استبشروا خيرا لأن تلك إشارة إلى فناء أولئك القوم و دليل هذا هو ما ذكره العلامة ابن تيمية حين قال :"... و أن الله منتقم لرسوله عليه الصلاة و السلام ممن طعن فيه و سبه - و مظهر لدينه - إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، و نظير هذا ما حدثنا إياه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه و الخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون و المدائن التي بالسواحل الشامية لما حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالــــــــــوا : كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر منه و هو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله صلى الله عليه و سلم و الوقيعة في عرضه الشريف فتعجل فتحه و تيسر و لم يكد يتأخر إلا يوما أو يومين أو نحو ذلك، ثم يعتج المكان عنوة و تكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا : حتى أننا كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون في رسول الله صلى الله عليه و سلم مع إمتلاء قلوبنا غيظا عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، و من سنة الله أن يعذب أعدائه تارة بعذاب من عنده و تارة بأيدي عباده المؤمنين. و هذا دليل على أن جرم الطاعن في رسول الله عليه الصلاة و السلام أعظم من جرم المرتد." إنتهى كلامه رحمه الله.
الله أ كبر ما أروع هذه البشرى...فاستبشروا أيها الأحبة و تيقنوا أن فــناء الدنماركيين قريب بإذنه تعالى.وليس همي في هذا المقال أن آتي على ذكرما يستحقه هؤلاء الأنجاس الأراذل، من الخزي و السوء فبديهي عندي أنهم كلاب الدنيا و الآخرة، بل همي هو أن أنصـــر الحبيب المصطفى و أدعوا كل مسلم و مسلمة غيور على النبي الكريم لذلك، و في ما يلي نستعرض ما ينبغي للمسلم أن يفعله حتى يساهم في نصرة المصطفى عليه الصلاة و السلام:
1- علينا أن نوحد الله حق التوحيد و أن نحقق معنى "لا إلــــه إلا الله , محمد رسول الله" و أن لا نأتي بما ينقضها من شرك سواءا كان لفظيا أو إعتقاديا، فالتوحيد هو الأساس الذي خلق الله من أجله الدنيا و ما فيها، ومن أجله بعث الله الأنباء و الرسل. فلقد شاع في مجتمعنا و للأسف مظاهر الشرك و العياذ بالله، فتوجب علينا أن نحاربه و ندفعه بكل ما أوتينا.
2- وجوب محبة الرسول عليه الصلاة و السلام و أجمع جمهور أهل العلم أن محبته واجبة على كل مسلم و دليل ذلك ما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال للرسول صلى الله عليه و سلم : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي، فقال الرسول عليه الصلاة و السلام : { لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه .} فقال عمر : و الذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفسي التي بين جنبي. فقال النبي صلى الله عليه و سلم: { الآن يا عمر.} رواه البخاري.
3- علينا أن نتبع سنته عليه الصلاة و السلام، وأن نسير على نهجه و أن نأتمر بأوامره و ننتهي عن نواهيه قال تعالى : (( وما ءاتكم الرسول فخذوه و ما نهكم عنه فانتهوا. )) الحشر 08. فالسنة كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق , وقال الشاعر :وبالسنة الغراء كن متمسكـا * هـي العروة التي ليس تفصمتـمسك بها مسك البخيل بماله* وعض عليها بالنواجذ تسلموأعجب لمن أظهر حب النبي و تخلف عن سنته, لأن المحب لمن يحب مطيع. فالخير كل الخير في نصرة سنته و اتباعها و قمع البدعة و ردها. و كم يؤسفني أن أرى كثيرا من الشباب و قد تخلف عن سنته وولى و جهه شطر البدع.
4- تحقيق الولاء و البراء : إعلم رحمك الله أن أقسام التوحيد ثلاثة هي توحيد الألوهية و توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء و الصفات ،و لا يكتمل توحيد المؤمن إلا بتحقيق مبدأ الولاء و البراء لأنه من لوازم التوحيد و أصل من أصول الدين, فالولاء يكون للمسلمين بحبهم، و البراء من المشركين و معنى ذلك أن نكره الكفار و لا نواليهم و لا نهاجر إليهم و لا نحب لهم الخير أبدا، فكثيرا من الإخوان غافلون عن هذا الأمر و يحسبونه هينا.
5- لنصرة الحبيب عليه الصلاة و السلام يجب علينا عدم التشبه بالكفار بل يجب علينا مخالفتهم في معتقداتهم و مظاهرهم, فلا نتشبه بهم لا في ملبسهم و لا في طريقة أكلهم و لا في تسريحة شعرهم....... لأن التشبه بهم في الظاهر يورث التشبه بهم في الباطن كما قال أهل العلم, ومن تشبه بقوم فهو منهم و العياذ بالله, و كم يؤلمني أن أرى كثيرا من الشباب اليوم و قد بالغوا في التشبه بهم, فنسوا بذلك قيمهم و حضارتهم و اغتروا بعادات الكفار و شاركوهم حتى في أعيادهم الباطلة. فمن أراد أن ينصر الرسول الكريم عليه أن يتشبه به و بأصحابه لا بأعدائه صلى الله عليه و سلم
6- لنصرة الحبيب عليه الصلاة و السلام على كل غيور عليه أن يعود إلى الله بتوبة صادقة و أن يرجع إلى كتاب ربه و سنة رسوله عليه الصلاة و السلام فليتق كل واحد منا ربه و ليساهم في التغيير و في النصرة.قال تعالى : (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.)) و قال أيضا : (( إن تنصروا الله ينصركم.))وفي الأخير هذه بعض الأشعار في شمائل المختار
أغـــــر عـلـيـه لـلـنـبوة خـاتــم * من الله مشهود يلوح و يشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه*إذ قال في خمس المؤذن أشهد
وشـق لــه مـن اســمه لـيجلـه *فذو العرش محمود و هذا أحمد
-------------------------------------
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذلك الجـزاء
أتهجوه و لست لـه بـكفء * فشركما لخيركما الـــفـداء
فمن يهجو رسول الله منكم * و يمدحه و ينصره ســواء
فإن أبي ووالده و عرضي * لعرض محمد منكم فـــداء
لساني صارم لا عيب فيه * و بحري لا تكدره الدلاء
-------------------------
أسأل الله العلي القديرأن نكون قد ساهمنا في نصرته و نصرة دينه و نصرة حبيبه عليه الصلاة و السلام, و أسأله جل جلاله أن يحييني حتى أشهد نصرة الرسول وعزة الإسلام و المسلمين,كما أسأله سبحانه و تعالى أن يرينا في الدنماركيين و كل حقير طعن في رسوله الكريم, يوما أسودا كيوم عاد و ثمود.. آمين.ما كان من توفيق فمن الله وحده ,و ما كان من تقصير أو خطأ أو نسيان فمني و من الشيطان .
قال تعالى : (( فـقــــطع دابـــــــر القــــوم الذيـــــن ظـلـمـوا و الـــحمد لله رب الــعالــمــيـــن.)) الأنعام 45.

مقالة بعنوان شرف العلم

بسم الله الرحمــن الرحـــيم
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على المصطفى
..شــــرف الـــعلــــــم...
لا يخفى على كل ذي عقل أن للعلم لشرفا,كيف لا و هو مفتاح كل خير ومغلاق كل شر,و هو الوسيلة إلى أداء ما أوجب الله و ترك ما حرم و إنما يعبد الله و يؤدى حقه و تحارب الأفكار الهدامة و الأنشطة المنحرفة بالعلم النافع المأخوذ من كتاب الله و سنة رسوله عليه أفضل الصلاة و السلام , فقد فاق شرفه شرف العقل,هذا الذي لا يكاد يختلف عاقلين على أنه درة الشرف للإنسان,لكــن الـعـلم علاه, ولا أجد دليلا على ذلك إلا ما قاله أحدالعلماء حــين أجرى مناظرة مجازية بين العلم و العقل فــقـــال:
عــلم الــعــليـــم و عــقـل الـــعاقـل اختلفا --- من ذا الـذي مـنـهـما أحـــرز لـشــرفـــــا
فالعـــلم قــال أنــا أحرزت غــــايــتــــــه --- و العـــقـل قــــال أنــــا الرحمان بي عرفـا
فأ فصح العلم إفــصاحـــــا و قــــال لـــــه --- بــأ يـــنا الرحـــمـــان في فرقانه اتصـــــفا
فــــبـــان لـلــعـــقـــل أن العلـــم ســـيــــده --- فـقــبل رأس الـــعـــــلـــــم و ا نـــــصـرفا
فاللـــه در من قال هذا فأجاد.
و يكفي في شرفه : أن فضل أهله على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائرالكواكب , و أن العالم يستغفر له من في السماوات و الأرض حتى الحيتان في البحر, و لقد رحل كليم الله موسى بن عمران-عليه الصلاة و السلام- في طلب العلم هو و فتاه حتى مسهما النصب في سفرهما لطلب العلم حتى حازا على ثلاث مسائل.ويكفي في شرفه : أن الله العليم الخبير أمر رسوله الكريم بطلب المزيد منه فقال تعالى : (( و قــــل ربـــي زدنـــي عـــلــما ))-طـــه الآية 114.و يكفي في شرفه : أنـــه من الأعمال التي يؤجر عليها العبد حتى و هو في قبره,فقد روى لنا أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : <إذا ثلاث علم صدقة من جارية,أو به صالح له. مات يدعو ينتفع الإنسان إلا : ولد ,أو انقطع عمله> رواه البخاري و مسلم .
ويكفي في شرفه : أنه في مرتبة الجهاد في سبيل الله و أفضل الأعمال بعد الفرائض,فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه :(من رأى الغدو و الرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص في عقله و رأيه.).وقد روي عن الشافعي رحمه الله أنه قال :(طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.) ونص على ذلك أبو حنيفة, ويشهد لهذا القول قول المصطفى عليه الصلاة و السلام :<فضل و دينكم العلم الورع. نفل من العمل خير>>-صحيح الترغيب و الترهيب 65.
قـــال عمر بن عثمان المكي :(العلم قائد و الخوف سائق و النفس حرون بين ذلك جموح خداعة رواغة,فاحذرها و راعها بسياسة العلم,و سقها بتهديد الخوف يتم لك ما تريد..
أخــــي في الله ,أدعـــوك دعوة صادقة و بعزيمة نفاثة, أن نعقد العزم ونجتهد في طلب العلم لعلنا نحرز بذلك الشرف,فبمجرد كتابة مقالة متواضعة عن العلم ينتابني شعور لا يوصف قد لا أشعر به و أنا أكتب عن موضوع آخر ,وهذا دليل آخر على شرف العلم.فالبدار البدار إلى طلبه و نشره و العمل به,لنرفع الجهل عن أنفسنا و عن مجتمعنا ما دام ريق الشباب يدب فينا,و لله در الشافعي حين قال :
تصبر على مر الجفــا من معلــم --- فإن رسوب العـلـــم في نفراتــه
ومن لم يذق مر التــعلــم سـاعـة --- ثجرع ذل الجهل طول حيـاتـه
ومن فاته التعليم وقــت شـبـابـــه --- فـكــبـر عليه أربعـــا لوفاتــــه
و ذات الفتى- والله- بالعلم والتقى --- إذا لـم يـكــونا لااعتبار لـذاتـــه
و في الأخيرهذه كلمة مضيئة أوردها الكاتب سليم بن عيد الهلالي جـــاء فيها :...لما كان المجاهد لا ينكأ عدوا إلا بسلاح و عدة ,فمن أراد الخروج أعد له عدة,كما قال تعالى : ((و لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة .))و لذلك أمر المجاهدين بالإعداد و الإستعداد فقال تعالى : ((و أعــدوا لــهم مااستــطـعتم من قــوة...)),
فكذلك العالم المعلم و المتعلم لا يصنع أمة ولايكشف غمة,ولايزيل ظلمة إلا بأخلاق وآداب, فينبغي أن يتميز العالم المعلم ويتحلى الطالب المتعلم في عامة أموره عن طرائق العوام باستعماله آثارالرسول عليه الصلاة والسلام ما أمكنه , وتوظيف السنن على نفسه فإن الله عزو جل يقول :((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة...)),
ولله در سفيان الثوري القائل:(إذا استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر--أي عن الرسول عليه الصلاة و السلام-- فافعل.)
أخوكم في الله : خـــالـد م.وادي التاغية---معسكر

لإتصال بالكاتب مسقم خالد

ليست هناك أي مشاركات.
ليست هناك أي مشاركات.